برّأ علماء وخبراء التحاليل ماء زمزم من الادعاءات المغرضة التي روَّجتها تقارير إخبارية، ادعت أنه ملوث بالزرنيخ وقد يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة، وأكدوا أن هذه الافتراءات وراءها أهداف تجارية بسبب الإقبال على شراء ماء زمزم وتأثير ذلك على مبيعات شركات المياه الأخرى.
وقالت شبكة "أخبار مصر" على موقعها: إن السعودية قامت بالرد على تلك الادعاءات من خلال المتحدِّث الرسمي باسم رئاسة شؤون الحرمين أحمد المنصوري، الذي قال إنه يتم إجراء فحوصات يومية على مياه زمزم منذ سنوات طويلة؛ للتأكد من صلاحيتها للاستخدام، وعدم ضررها على صحة الإنسان. كما أبدى تشككه حيال تقارير المختبرات البريطانية. مشيراً إلى أنه لا يمكن التأكد من مصدر تلك المياه التي تم تحليلها.
ونقل الموقع عن الدكتور سعد الدمرداش القاضي، رئيس شعبة الأراضي والمياه بمركز بحوث الصحراء، قوله لـ"أخبار مصر" إنه من الاستحالة أن تحتوى مياه زمزم على أية مواد سامة.
وأوضح أن مياه زمزم مياه متدفقة بصفة مستمرة، وخزانها واسع للغاية. مشيراً إلى أن العديد من الأخصائيين يقومون بتحليها ومعاينتها يومياً بالسعودية.
وأضاف د. الدمرداش بأن "مادة الزرنيخ ليست عنصراً سريع الذوبان؛ لهذا حتى إذا عُبِّئت المياه ووُضعت في زجاجة بها عنصر الزرنيخ فإنه من الصعوبة أن يتفاعل مع المياه إلا بعد مرور نحو 10 أيام".
وقال الدكتور الدمرداش إن الظاهرة العالمية الآن هي التشكيك في كل شيء، ودعاة الفتن لهم مصالح من وراء ذلك، أبرزها اتجاه البعض إلى بيع وشراء مياه زمزم في بريطانيا؛ ما قد يؤثر في بيع المياه التي يعدونها بمصانعهم.
وأضاف "إذا ما تم فحص المواد الغذائية والأسمدة وغيرها الكثير من المنتجات التي يُصدِّروها إلينا فسوف نجد بها نسباً عالية للغاية من الزرنيخ!".
خير مياه
وأضاف "مياه زمزم معجزة إلهيه للعالمين؛ لأنه من الاستحالة أن تستمر مياه جوفية بهذا الكم هذا العدد من السنين". مضيفاً بأن مياه زمزم هي خير مياه على وجه الأرض مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام الطعم وشفاء السقم".
من جانبها قالت الدكتورة مها محمد فريد، كيميائية بأحد المعامل الخاصة، إن ماء زمزم يحتوي على الكالسيوم والماغنيسيوم، والفرق بينه وبين غيره من المياه يتمثل في كمية أملاح الكالسيوم والماغنيسيوم. مشيرة إلى أن تركيز هذه الأملاح أعلى قليلاً في ماء زمزم؛ لهذا يكون لماء زمزم أدوار شفائية.
وأضافت الدكتورة مها بأن ماء زمزم يحتوي على الفلورايد الذي لديه دور فعال كمضاد للجراثيم، كما أنه ليس له أي لون أو رائحة، ولكن له طعم مميز، ودرجة الحموضة فيه ما بين 7.9- 8.0. مشيرة إلى أنه ماء قلوي إلى حد ما، ويشبه نوعاً ما مياه البحر.
خصائص زمزم
وأوضحت الدكتورة مها أنه وفقاً لدراسات أجراها فريق من الباحثين في جامعة الملك سعود لإظهار التركيب الكيميائي للمياه فإن تركيز المعادن في مياه زمزم كالآتي: الصوديوم 133 ملغ / لتر، الكالسيوم 96 ملغم / لتر، الماغنيسيوم 38.88 ملغم / لتر، البوتاسيوم 43.3 ملغم / لتر، بيكربونات 195.4 ملغم / لتر، كلورايد 163.3 ملغم / لتر، الفلورايد 0.72 ملغ / لتر، نترات 124.8 ملغم / لتر، كبريتات 124.0 ملغم / لتر ودرجة الحموضة لا تتعدى 8، وكلها نسب معتدلة ولا تُسبّب أية أضرار، بل بالعكس هي مفيدة وصحية.
وقالت إن العالِم الياباني ماسارو إيموتو أجرى تجارب وأبحاثاً على مياه زمزم، استخدم فيها التكنولوجيا المسماة "نانو"، وأثبت أنه لا يمكن أن تتغير نوعية أو مكونات ماء زمزم حتى في حالة إعادة تدوير المياه مع عدم معرفة أو تحليل العلم لأسباب ذلك.
يُشار إلى أن بئر زمزم تُعَدُّ أشهر بئر على وجه الأرض؛ لمكانتها المتميزة، وارتباطها بوجدان الجميع، وهي البئر المباركة التي فجَّرها جبريل عليه السلام لإسماعيل وأُمِّه عليهما السلام حينما تركهما سيدنا إبراهيم عليه السلام في ذلك الوادي المقفر بمكة المكرمة. وتبتعد بئر زمزم نحو 18 متراً من موقع الحجر الأسود إلى الشرق من باب الكعبة، وهي خلف مقام إبراهيم عليه السلام.